الثلاثاء، 3 مايو 2011

اللحظة الاخيرة


وضع يديه بين جاكت بدلته المتواضعه التى يردتيها وقميصه القطنى واستمرت يده بالزحف حتى وصلت الى الهدف المنشود وقها فقط استعاد عقله شريط سريع لذكريات حياته منذ بدايه طفولته ومرحلته الابتدائيه وكيف كان هو واصدقائه احمد وعماد وكمال ومينا وعاطف وكريم.

تذكر تلك الايام حينما كانوا يقسمون الايام عليهم فهم كل يوم فى منزل احدهم يستذكرون دروسهم سويا وحينما ينتهون يذهبون للعب الكره او يذهبون لشجرة التوت الموجوده امام منزل مينا وهم محملين بالحصى كى يقذفون بها الشجرة فتلقى عليهم ثمارها الناضجة وكيف انتقلوا سويا الى المرحلة الاعدادية وفرقتهم الفصول ولكن صداقتهم وقفت حائلا دون تفريقهم واستمرت حياتهم سويا وكانهم اخوة فى الدم ولا يستطيع اى شئ فى الكون تفريقهم فها هم كما كانوا فى السابق وسيستمرون كل يوم عند احمدهم ليستذكروا دروسهم ثم يذهبون فى نهاية اليوم للعب الكرة وفى المرحلة الثانوية فرقتهم المدارس بينما لم يبق معه فى المدرسة التى ذهب اليها سوى عاطف الذى كان يعتبر اذكاهم وانجحهم وكانوا كالعاده معا فى معظم الاوقات وكلما استعصى على احدهم فهم امر ما فى الدراسه فلا يوجد سوى المنقذ عاطف الذى يشرحه له بطريقته الرائعه والمبسطه كى يفهمه الجميه الى ان ذهبوا الى الجامعه وفرقتهم الحياه والاستذكار وهنا التقى هو باصدقاء جد - او كما يحبون ان يطلقوا على انفسهم باخوة جدد – وتغيرت حياته بنحو 180 درجه فاصبح فى حياته الكثير من المحرمات والممنوعات وكيف اطلق على صديقى عمره مينا وعاطف كفره وها هو اليوم فى عيدهم يذهب اليهم وهو يلف جسده بذلك الحزام ذو الزر الاحمر الصغير كى ينهى حياتهم ويريح الناس من الكفره ولكن كيف!!

كيف يريح الناس منهم وهم اصدقائه الذين لم يؤذوه ابدا طيله حياته بل كانوا دوما يحاولون الاتصال به وهو من كان يتهرب منهم

ولاول مره منذ سنوات يفكر بعقله الذى كان يعتقد انه غير موجود

لاول مره يتخذ قرار بنفسه دون ان يفكر له احد منذ سنوات واتخذ قراره فى اللحظة الاخيره

سحب يديه مره اخرى من موضعها واستدار

الجمعة، 4 فبراير 2011

من الجانى ؟؟!

موضوع جديد اطرحه عليكم من خلال مقال جديد

انتشرت فى الفترة الاخيرة عمليات من السرقة والنهب والجوع بين جموع المصريين فى الكثير من مناطق جمهوريتنا العظيمة

وسؤالى اليوم ... من الجانى ؟؟

من قام بعمليات السرقة والنهب ؟؟

من قام بعمليات التجويع والفقر ؟؟

من قام بالضرب والسحل ؟؟

من المتسبب الرئيسى فى قيام الثورة ؟؟

والان مع الاجوبة

بالنسبة لعمليات السرقة والنهب قام بها الصوص والبلطجية الذين خرجوا من سجون مبارك باوامر عليا كما ساعدهم فى عمليات السرقات بعض افراد الداخلية التى اعتقدت انه باخلاء البلاد منهم سوف تسقد الدولة ونسى العقل المدبر لتلك الخطة ان شعبنا العريق هو من تصدى للتتار والهكسوس والانجليز والفرنسيين والاسرائيليين وكل من حاول احتلال مصر من كافة الجنسيات المختلفة

اما بالنسبة لعمليات التجويع والفقر فهى تتم فى البلاد منذ اكثر من ثلاثون عاما عن طريق افشاء الوساطة والرشوة والمحسوبية والهاء المواطنين فى وظيفة واتنين واحيانا ثلاثة حتى يستطيع ان يسد قوت يومه وبالتالى لا يجد الكثر من الشباب فرص العمل ويكون مصيرهم القهاوى والكافيتيريات ومن يعترض يكون مصيره السجون والمعتقلات فارتضى الشعب بها خوفا من المستقبل المظلم

واما بالنسبة للضرب والسحل فيقوم به كل من يرى ان عمله يعطيه الفرصة كى يسيطر على الشعب ويرى جبروت عظيم فى نفسه معتقدا انه فوق الجميع فى نظام سادى ديكتاتورى مستبد ففرد الشرط يرى فى نفسه لواء يجب ان يهابه الجميه والا استخدم سلطته ليضعه فى التخشيبه فما بالك بظابط الشرطة ؟؟

وبالنسبة لقيام الثورة فقد تسبب بها كل ما سبق من تخطيط الحزب الحاكم الذى يسيطر على الامور منذ اكثر من ثلاثون عاما

فقد قام بها اجتماع الجوع والفقر والظلم والبطالة والاستبداد والسرقة والرشاوى وكل شاكلة تلك الاشياء فى شعب واحد وقرر فجاه الا يرضى بالذل سبيلا بعد اليوم

انتفض الشعب انتفاضة لا مثيل لها وقرر ان يسترد حريته بدمائه فمات منه الكثير ولكنها الثورة ولابد من وجود ضحايا فى وجود نظام غبى كذلك النظام

والان امازلت راغبا فى فى اعطاء الديكتاتور فرصة اخرى بعد مرور ثلاثون عاما فى الحكم؟؟!

امازلت راغبا فى استمرار النظام القهرى المستبد؟؟!

اترغب فى ان ترمى فى احدى المعتقلات يوما لمجرد انك عبرت عن رايك ؟؟!

اذا كنت ممن لم ينالوا كفايتهم من الظلم والقهر والاستبداد فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا لم تدفع يوما ما رشوة لاحد الموظفين لكى ينهى لك ورقة ما فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا كنت قد نلت كفايتك من التعليم الجيد واستفدت بما تعلمته فى حياتك فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا لم يتعرض قريب لك او صديق للاهانه من احد العاملين بذلك الجهاز الحقير المسمى باشرطة فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا كنت تضمن حياة كريمة لك ولاسرتك فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا كنت تضمن قوت يومك فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا كنت قادر على التعبير عن رايك دون ان ترمى فى غياهب المعتقلات فاخرج وطالب ببقاء النظام

اذا لم يكن لك صديق او قريب مات فى حادثة طريق او غرق عبارة او حريق قطار فاخرج وطالب ببقاء النظام

واذا لم تفهم مغزى المقال فاخرج وطالب ببقاء النظام

السبت، 22 يناير 2011

المظاهرة

فى احدى الايام وبينما اتصفح الانترنت رايت اعلان عن شركة سياحية تطلب موظف دعاية فقررت الذهاب لاقدم فيها وكانت تلك الشركة فى شارع 26 يوليو بالقاهرة.
استيقظت مبكرا من نومى على غير العادة وارتديت افضل الملابس وذهبت الى القاهرة.
نزلت فى محطة مترو جمال عبدالناصر باعتبارها اقرب محطة مترو الى الهدف المرغوب الوصول اليه.
يا الهى… زحمة رهيبة… سيارات … مشاة … اتوبيسات… اصوات … اصابنى كل هذا بالصداع.
اسير فى شارع 26 يوليو … ارى على مدى البصر كتلة من اللون الاسود وكانها اجولة فحم تم سكبها فى منتصف الشارع.
يصيبنى الفضول… اود ان ارى مايحدث… اسير بخطى متزنة… اجدها مجموعه من العساكر ترتدى الملابس السوداء وتحمل العصى والدروع وكانها حربا…
كلا ليست حربا فهناك فى المنتصف مجموعه من الشباب بملابسهم المدنيه يهتفون بالحرية وما الى ذلك.
يصيبنى الفضول اكثر.
هناك احدهم يرتدى بذلة و نظارة شمس ويقف على حافة الطريق ليتابع ما يحدث.
اقترب منه وقد ملأنى الفضل.
اساله عما يحدث ويدور بيننا الحوار التالى:-
أنا: صباح الخير.
هو: صباح النور… خير.
أنا: معل شانا كنت ماشى وشفت زحمة … هو فى ايه؟؟
هو : مفيش شوية شباب عاملين وقفة علشان زميلهم المعتقل.
أنا: لا حول الله .. الناس دى عاوزة ايه.. يقولوا مش لاقيين ناكل ونشرب.. نجيب لهم الاكل والشرب وبرضو مش عاجب.. هو الاخ المعتقل دا مش بياكل ويشرب وينام جوه ببلاش ومن غير ولا مليم؟؟؟
طيب هما عاوزين ايه دلوقتى؟؟
هو : مش عارف .. انت شكلك مواطن صالح .. ماتخش تكلمهم.
أنا: انا رايح مقابلة شغل وها اتاخر.. لو خلصت بدرى ها اجى اقول لهم.
هو : لا ماتخافشهانوصلك الشغل بعربية مخصوص بس خش قول لهم.
انا: طيب ليه حضرتك مهتم اوى كده انهم يمشوا … هو مين حضرتك؟؟
هو : انا المقدم حسام السورى رئيس المباحث هنا.
انا: حاضر يا افندم… انا ها اخش اقول لهم.
هو: (بصوت عالى ) افتح الطريق يا ابنى خلى الاستاذ يدخل.
احد العساكر يفتح الطريق ليدخل الاستاذ اللى هو انا طبعا لاصبح وسط المظاهرةاذهب الاتكلم مع احدهم الواضح من شكله انه مثقف ومحترم وبينما نتحدث اذ اجد الجميع يتحركون ليلتحموا مع العساكر فاقرر الهروب كى لا اصاب بعصا احد العساكر وبينما احاول الفرار اجد ثلاثة من رجال الشرطة يحملوننى ويضعونى فى عربة الشرطة وانا اصرخ طارت الوظيفة.
وفى قسم الشرطة اطلب مقابلة رئيس المباحث ليرد على احد العساكر بتهكم مستعجل ليه ما انت كده كده هاتقابله.
اظل فى غرفة مترين فى مترين مع ما يقرب من الثمانون شخصا
البعض لا يستطيع التنفس
البعض يجلس القرفصاء على الارض
البعض يتحث
لاسمع صوتا يخترق الجميع ويصل الى اذنى وهو يدندن
“مصر يا اما يا بهية يا ام طرحة وجلابية”
اتناسى كل ماحولى واركز مع الصوت لاجده يعلو شيئا فشيئا مع وجود كورال طبيعى وبدون ترتيب يرد معه وفجاة وجدتنى انضممت للكورال واردد معهم
اشعر بسعادة داخلية ويزول القلق من داخلى
يتحول جو الحجز من التوتر والقل الى مرح غير مبرر فهناك من يلقى النكات ومن يغنى ومن يتسامرون وكاننا فى احدى القهاوى
يفتح باب الغرفة لاجد احدهم بملابسه المدنية يدخل وينادى اسماء البعض وانا من ضمنهم
نخرج سويا ونذهب لغرفة الضابط ونسمع فى طريقنا اصوات الضرب والتعذيب مختلطة بصوت التاوهات والالام
ندخل غرفة البيه الظابط … يا الهى انه ليس حسام السورى … ماذا افعل؟؟؟
احاول ان افهمه ماحدث ولكن بلا جدوى
يصرخ قائلا: مش عاوز اسمع نفس
يسالنى: انت ايه اللى جابك مع العيال دى انت شكلك محترم وابن ناس
اروى له ما حدث
ينظر الى نظرة شك قائلا: ها اصدقك بس انت لازم تترحل على قسم الشرطة اللى انت تبعه نكشف عليك لو فى قضايا تانية
يا باشا بلاش والنبى انا كده ها اروح بلدى بالكلابشات… انا عمرى مادخلت قسم شرطة… وبعدين انا ماليش دعوة
مصدقك … بس القانون … ولا عاوزنى اخالف القانون؟؟؟
خلاص يا باشا اللى انت شايفه
اخرج لاركب سيارة الترحيلات امامى سيارة نجدة وخلفى سيارتين ملاكى على ما اعتقد انهم امن متخفى
تسير القافلة كما هى حتى تصل الى مديرية الامن… يخرج ستة رجال من السيارات الملاكى يرتدون البدل الشيك مما يؤكد شكى فيهم
يطمئنونى … ماتخافش احنا معاك.
انتم مين ؟؟!!
محامين حقوقيين
يعنى ايه
حقوق انسان
هو بلدنا فيها حقوق انسان
ادخل مديرية الامن لاجد نحو خمسة اخرون ينضمون لهم لتصبح المحصلة احدى عشر بدلة… احدهم يعطينى كيس به الساندوتشات والسجائر والعصير
ادخل غرفة الحجز وحدى … حركة غريبة فى المديرية وكانهم يتاهبون لزيارة رئيس الجمهورية… يدخل احد الرجال يرتدى الملابس المدنية وفى جمبة السلاح … يتكلم بصوت هامس … ربنا معاكم ويخرج مسرعا وكانه راى عفريت … يا الهى ماذا يحدث؟؟؟
اقضى ليلتى فى الحجز … لا استطيع النوم … اليوم الثانى … يصطحبنى احد المحامين الخمسة الذين انضموا للمجموعه امس الى مكتبه … شاى … فطار … وانا مصدوم لا ادرى اهو حلم ؟؟؟
اذهب الى منزلى … والدى يفتح الباب … ايه اللى بيتك بره البيت … انام الاول ولما اصحى نتكلم … احاول النوم … لااستطيع … اجلس على الكمبيوتر
افتح الانترنت
ابحث عما حدث
يا الهى عناوين كثيرة
منظمات عالمية تضغط للافراج عن المعتقلين
حكومات الدول تهدد بمنع المعونة
مظاهارت بالالاف امام السفارات
العصيان المدنى بدا بفضل الاعتقالات
يا الهى انها الثورة
تدخل امى وتضع يدها على كتفى
تهزنى برفق قائلة
يلا قوم يا عمرو الساعه دلوقتى 10 يلا علشان تلحق تروح الوظيفة
افيق من نومى مستغربا وفى داخلى قرار ما
سوف ارتدى ملابسى واخرج
ولكن ليس للوظيفة…